أخبار تربوية

الفاشية التربوية التي تقدّس الحفظ على حساب التحليل

«الفاشية التربوية» التي تقدّس الحفظ على حساب التحليل

  • عن «الفاشية التربوية» التي تقدّس الحفظ على حساب التحليل: كيف وسّعت البكالوريا الهوّة الطبقية في لبنان؟

جاد حجار ــ ألاخبار ــ من المجدي تناول فائدة امتحانات البكالوريا الرسمية التي تنتهي اليوم في فروعها الأربعة. لقد تمّ تحديث المنهاج التربوي اللبناني في آخر مرة في عام 2003 بناءً على دراسات وتوصيات «مركز الدراسات التربوي».

ومنذ أكثر من 22 عاماً، صار المنهاج عبارةً عن تلقين معلومات جامدة لا تتغيّر مع تغيّرات المعرفة والعلوم في ظلّ التغيرات السريعة حول العالم.

توضع المناهج التعليمية في قطاع التربية والتعليم كخطط شاملة هدفها تنظيم الدروس ومخططاتها وفقاً لأهداف تعليمية من بينها التطوير الشامل للطالب في مختلف المستويات الأكاديمية والمراحل التعليمية.

ومن المفترض بهذه المناهج التربوية أن تواكب كل تطور حاصل، لتؤكد فاعليتها في تأمين معرفة أكثر شمولية للطلاب.

لكنّ هذا الأمر قد لا ينطبق على الواقع اللبناني، أو على الأقل ليس في المدارس كافة. ولهذا التفاوت الواضح بين المدارس أساس في المناهج التعليمية التي تتبعها، ما يستدعي إعادة نظر في عناصر عدة تُسهم في اتساع الهوة بين الطلاب على اختلاف الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها.

  • بين رسمية وخاصّة

تنقسم المدارس على الأراضي اللبنانية بين رسمية وخاصة، لكنّ هذا لا يشكل أساس التفاوت الحاصل في المستويات التعليمية بين الطلاب، فضمن المدارس الخاصة تلك التي تتبع المنهج اللبناني في التعليم، ومنها المدارس التي تتبع المنهج الأجنبي أي الفرنسي أو الأميركي أو البريطاني.

ورغم التفاوت في المستويات التعليمية بين هذه المدارس عامة، وحتى بين تلك التي تتبع المنهج نفسه أحياناً، يبقى أساس الاختلاف بين المدارس التي تتبع المنهج اللبناني وتلك التي تتبع منهجاً أجنبياً، وفي الواقع هذا ما يولد تفاوتاً كبيراً في المستويات التعليمية بين الطلاب.

  • بين الابتكار و... الحفظ

يخضع المنهج الفرنسي والأميركي للتطوير في كلّ عام، وهذا التطوير يكون على قاعدة تعلّم تحليل المعلومة وليس تلقينها، ففي عام 2025 لم تعد المعلومة محجوبةً عن أي كائن في العالم بوجود الإنترنت والذكاء الاصطناعي.

لذا، فالأساس صار الابتكار ضمن وجود المعلومات لا حفظها، بينما يصرّ المنهج اللبناني على أن يكون التعليم هو حفظ معلومات وتقيؤها على ورقة الامتحان.

وخير دليل على ذلك هو ما يصطلح على تسميته بكتاب «الشامل» الذي يشمل كل المسابقات الرسمية منذ عام 2003 حتى الآن.

وإذا تصفّحناه، نجد أنّ الأسئلة هي ذاتها. لا مفاجآت للطالب ولا وجود لأي عنصر تحليلي. يكفي للطالب أن يحلّ عشر دورات ويحفظها، وسوف يكون جاهزاً للامتحانات، وهذا ما يهمّش الطالب المبدع الذي يجيد التحليل ولا يجيد الحفظ ويجعل منه «فاشلاً» بينما هو في الحقيقة مبدع وهذا ما يسمّى بالـ «الفاشية التربوية».

التفاوت واضح حتى ضمن المدارس الخاصة بوجود مستويات عدة منها، ومناهج عدة أيضاً وبحسب الطبقة الاجتماعية فيها، مع وجود مدارس خاصة شبه مجانية وضعها أقرب إلى المدارس الرسمية، إذ لا تتوافر فيها الوسائل التكنولوجية الحديثة بالحد الأدنى.

كما لا يتلقى الأساتذة فيها أي تدريب لمواكبة التطور الحاصل. لكن حتى في المدارس الرسمية، هناك استثناءات، ويسلك بعضها طريقاً مختلفاً باتباع أسلوب مختلف في الإدارة والتعليم وبالتركيز على الأساليب التطبيقية في التعليم، وعلى مواكبة التطور الحاصل في العالم.

إنّ المساحات التي تُخصّص للطالب لمواكبة التطور، وتبني الوسائل التكنولوجية الحديثة، غير موجودة إلا في قسم من المدارس الخاصة، وتحديداً تلك التي تتبع منهجاً أجنبياً.

فمن هذه المدارس تلك التي تخصّص طوابق فيها للتكنولوجيا والعلوم والأعمال التطبيقية مع مختبرات مجهزة بالكامل.

كما تحرص المدارس التي تتبع المناهج الأجنبية على تدريب الأساتذة ليتمكنوا من مواكبة كل التطورات. إلا أنّ هذه المدارس لها أقساط هي الأعلى في لبنان، كأنه بقدر ما يرتفع المستوى التعليمي في المدرسة، ويواكب التطور بمعدلات كبرى، ترتفع أقساط المدارس.

  • التربية في مدار السياسة والدين

وكما كلّ شيء في لبنان، تتدخلّ السياسة والدين في التربية، فالتاريخ يتوقّف عند الحرب العالمية الثانية من أجل تجنّب الخلافات، والتعرّف إلى الأديان يكون بطريقة فئوية، واللغة الأجنبية تكون بحسب الدولة الراعية للمدرسة، والطالب الميسور المسجّل في مدرسة ذات منهج أجنبي يتعلّم التحليل، بينما يُمنع الطالب الفقير من تطوير مهاراته عبر منهج عصري لأنّه ببساطة أسير طبقة سياسية يناسبها هذا الوضع.

مهنة تكنولوجيا التّربية في لبنان بين النّمو والتّنظيم

مهنة تكنولوجيا التّربية في لبنان بين النّمو والتّنظيم

ورشة عمل متخصّصة لوزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع كلية التربية في الجامعة اللبنانية

ورشة عمل متخصّصة لوزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع كلية التربية في الجامعة اللبنانية

الروبوتات والذكاء الاصطناعي في اللبنانية ابتكارات لمداواة تداعيات الحرب

الروبوتات والذكاء الاصطناعي في اللبنانية ابتكارات لمداواة تداعيات الحرب

فوز طلاب من معهد Innovators Academy في مسابقة ضمن الأولمبياد العربي للذكاء الاصطناعي في الاردن

فوز طلاب من معهد Innovators Academy في مسابقة ضمن الأولمبياد العربي للذكاء الاصطناعي في الاردن

جمعية المركز الإسلامي

تأسّست خلال العام 1994، في الجمهوريّة اللبنانيّة،وهي جمعيّةٌ خيريّةٌ لا تتوخّى الربح ولا تتعاطى السياسة. يقع مركز الجمعيّة الرئيسي في بيروت، طريق المطار، سنتر أسكندراني، الطابق الخامس؛ وتخضع جميع أعمالها وأنشطتها للقوانين والأنظمة اللبنانيّة المرعيّة الإجراء وفقًا لأحكام الدستور. تمّ اختيار تسمية "جمعيّة المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي" بدقّة وعناية، ليعبّر عن روح الجمعيّة وجوهرها، وليتواءم مع دورها وأهدافها وأولويّاتها؛ التي تنطلق من التعاليم الإسلاميّة السمحاء وتستمدّ أصولها من أسس الإسلام المحمدّي الأصيل.

تواصل معنا

لبنان بيروت, طريق المطار

+961 01457774

+961 01457775