جمعية المركز الإسلامي
للتوجيه والتعليم العالي
مؤتمر النفط بين التعليم والعمل
رسالة المؤتمر:
في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة في لبنان التي تتجلى صورُها في مختلف الميادين الحياتية، والعثرات الكبيرة في القطاع الصناعي والزراعي؛ فضلًا عن تزايد حركة الصادرات التي تشكّل أكبر تحدٍّ أمام الإنتاج الوطني. وإذا استثنينا القطاع المصرفي المتحكم بالسياسة النقدية للبلد، نرى أن القطاعات كافةً شبه مشلولة، وتعاني من تردٍّ في إنتاجياتها، ممّا يؤدّي بهذه القطاعات إلى عدم القدرة في الحفاظ على العاملين فيها، الأمر الّذي يُنتج بطالة قاتلة في الأيدي العاملة الوطنية.
ومن أبرز تجليات هذه الأزمة هو ضيق سوق العمل وتزايد الهجرة الشبابية التي تتمتّع بمهارات عالية، بالإضافة إلى وجود هوّةٍ واسعة في المحاكاة بين النظام التعليمي ومخرجاته وحاجات سوق العمل الفعلية.
وأمام هذا المشهد ظهرت نعمة طبيعية متمثّلة باحتياط نفطيٍّ كبير من الغاز والبترول، يُمكن أنْ تشكّل خشبة خلاص للاقتصاد اللبناني وتأخذ به نحو النمو الحقيقي، وبالتالي إيجاد فرص حقيقية للعمل ليس في القطاع النفطي فحسب، بل في كافة القطاعات الأخرى؛ وهو أمرٌ مرهون بحُسن استغلال مقدرات هذا القطاع.
ولعل أول فرص حقيقية للعمل هي في نفس القطاع النفطي، فوفق الخبراء يحتاج هذا القطاع للانطلاق إلى حوالي ثلاثة آلاف عامل، إضافة إلى خلق الآلاف من فرص العمل موزعة على الشكل الآتي:
وذلك بدءًا من مراحل الاستكشاف، وصولًاإلى مراحل: الحفر، والنقل، والتصنيع...فضلًا عن المواقع الإدارية التنفيذية، وصولًا إلى الخدمات اللوجستية. ويُضاف إلى ذلك إمكانية نهضة القطاعات الأخرى: مصانع بتروكيميائية، بلاستيك، دهانات، وقطاعات تشغيلية تساهم في ازدهار القطاع النفطي.
وفي ظل انعدام الرؤية التربوية والتعليمية لحاجات سوق العمل، وفي ظل وجود تلك الهوة الفاصلة بين القطاعات الإنتاجية من ناحية، والتعليمية الجامعية والمهنية، وغياب التنسيق الفعلي والعملي بينهما، حاولت بعض الجامعات إدخال التخصصات النفطية في تعليمها لتكون سباقة في تخريج طلابها لهذا القطاع؛ وعليه ننتظر خريجين يملكون ثقافة عامة، في حين أننا لم نلاحظ تعديلًا في المناهج المهنية والتقنية، أو تفعيلها بمواد دراسية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالقطاع النفطي؛ بل لا نجد دراسات علمية تتعلق بطبيعة هذه الاختصاصات المفترضة، ولا أيّ تعديلٍ على مختلف الاختصاصات الجامعية والمهنية التي تُمكّن حامليها من فهم الأنشطة الإنتاجية النفطية. ويضاف إلى كل ذلك فقدان المراكز التدريبية، كما وفقدان الدراسات اللازمة لكافة أنواع التدريب المتخصص في هذا القطاع.
أمام هذا التحدي نرى فرصة حقيقية تقضي بتسليط الضوء على الجانب التنفيذي لاستخراج النفط، الذي يحتاج لتعليم متخصص، سواء على المستوى الجامعي أو على الصعيد التعليمي المهني والتقني؛ ولعل هذا الأخير هو مركز اهتمامنا حيث يشكل فرصة كبيرة لعمل الشباب؛ كما وتسليط الضوء على القطاعات التعليمية والتدريبية المرتبطة بالقطاع النفطي؛ يُضاف إليه إنشاء مراكز التدريب الخاصة وهي العنوان الأبرز لتأهيل اليد العاملة في مختلف الاختصاصات والميادين، فكان لا بد من ضرورة قيام مؤتمر يُقدّم رؤية حول الارتباط الفعّال بين القطاعات التعليمية والتدريبية في القطاع النفطي الواعد، ليُشكّل نقطةَ بدايةٍ وانطلاقٍ وتقويمٍ لما هو قائمٌ، وما نحتاجه في قطاعنا التربوي التعليمي، لعلّنا بذلك نسهم في التحضير العملي لسوق العمل النفطي.
من هنا، وانطلاقًا من التزام جمعية المركز الاسلامي للتوجيه والتعليم العالي بمستقبل الطلاب اللبنانيين خصوصًا في مرحلتي التعليم العالي والتعليم المهني والتقني وبرعاية مزدوجة بين وزارة الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن ووزارة الطاقة الدكتور حسين الحاج حسن ،وبرعاية علمية من قبل جامعة المعارف، كان هذا المؤتمر
اضغط هنا لتنزيل الملف
تأسّست خلال العام 1994، في الجمهوريّة اللبنانيّة،وهي جمعيّةٌ خيريّةٌ لا تتوخّى الربح ولا تتعاطى السياسة. يقع مركز الجمعيّة الرئيسي في بيروت، طريق المطار، سنتر أسكندراني، الطابق الخامس؛ وتخضع جميع أعمالها وأنشطتها للقوانين والأنظمة اللبنانيّة المرعيّة الإجراء وفقًا لأحكام الدستور. تمّ اختيار تسمية "جمعيّة المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي" بدقّة وعناية، ليعبّر عن روح الجمعيّة وجوهرها، وليتواءم مع دورها وأهدافها وأولويّاتها؛ التي تنطلق من التعاليم الإسلاميّة السمحاء وتستمدّ أصولها من أسس الإسلام المحمدّي الأصيل.